ملخص الهدف من ثورات اهل البيت رضي الله عنهم

  وإنما حقيقة رسالة الإسلام تتجسد في أسمى معاني الرحمة والرأفة بعوام الناس والمستضعفين والأخذ بيدهم إلى طريق النجاة، ورفع الغبن والمعاناة عنهم ومساندتهم وتعليمهم ونشر المودة بينهم وإغلاق باب الفتنة والاعتناء بهم قدر المستطاع، حتى تقوم الأمة كاملة وتتغير من السيء إلى الحسن ومن الأسفل إلى الأعلى لتصير أمة قادرة على مواجهة التحديات وقادرة على تقديم نموذج قوي وكبير عن الإسلام الحقيقي، النظام الكفيل بإعادة التوازن إلى العالم والحفاظ عليه من الانهيار في الصراعات المادية المهلكة التي أرهقت الإنسانية منذ آلاف السنين.
هذا هو جوهر تضحيات أهل البيت لقد أرادوا إبقاء الشعلة ملتهبة، شعلة البحث عن الحق وسط الظلمة فلو انطفات هذه الشعلة لساد الظلام.
ثوراتهم كانت هي الشعلة التي تقطع صوت الجائر وتفجر النور من بين الظلم، لهذا استحقوا أن يكونوا حلفاء القرآن هم وشيعتهم الأخيار الذي قاتلوا معهم، ولخص سفيان الثوري وهو أحد حلفاء القرآن القصة في كلمة جميلة من أجمل كلامه:
عن محمد بن إسماعيل بن رجاء بعث إليّ سفيان الثوري سنة أربعين ومائة، فأوصاني بحوائجه، ثم سألني عن محمد بن عبد الله بن الحسن كيف هو: فقلت: في عافية، فقال: إن يرد الله بهذه الأمة خيرا يجمع أمرها على هذا الرجل. قال: قلت: ما علمتك إلّا قد سررتني. قال: سبحان الله! وهل أدركت خيار الناس إلّا الشيعة. ثم ذكر زبيدا، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت وأبا إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر، والأعمش قال: فقلت له: وأبو الجحاف؟ قال: ذاك الضرب ذاك الضرب. وأيش كان أبو الجحاف. قال: كان يكفر الشاك في الشاك. قال: ثم قال سفيان: إلا أن قوما من هذه الرافضة، وهذه المعتزلة قد بغضوا هذا الأمر إلى الناس.
مقاتل الطالبيين ص257
وأخيرا فإن من أنكر فضل هذه الثورات في الحد من التجبر أو على الأقل تخويف الحكام حتى يعودوا ولو قليلا لجادة الصواب فإنما هو من حلفاء السلطان الذين خذلوا الإسلام والذين وردت فيهم احاديث كثيرة تذم حالهم، وقبل أن نعرج عليها سوف نتحدث عن قضية مهمة جدا وهي الجماعات الجهادية السلفية واختلاف نهجها تماما مع ثورات أهل البيت رضي الله عنهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق